| -->
مدونة بوحديده ألاك مدونة بوحديده  ألاك
نجاح 230 تلميذا في كافة شعب البكالوريا بنواذيبو

آخر الأخبار

نجاح 230 تلميذا في كافة شعب البكالوريا بنواذيبو
جاري التحميل ...

حلم ...وأسماء !!

                                                                                                             
.  ..في مطلع ثمانينات القرن المنصرم، ثلاث أو أربع وثمانون مع المائة التاسعة واﻷلف .كان ثمة فتى صغيرا لم يبرح الحول الخامس من عمره، 
..كانت اﻷرض جرداء قاحلة، وكأنها محروقة، ...درجات الحرارة رهيبة، ..العواصف الرملية الحمراء تحجب الأفق باستمرار.
...خشب " آدرس" الضخم ملقى في كل مكان، تحسبه مقبرة جماعية، أردتها سنون الجفاف التي أتت على اﻷخضر من هذه البلاد .
..الناس!! نحيلة أجسامهم، حديدية بشراتهم، إلا أن الهمم عندهم عالية، والنفوس نقية طيبة، واﻷيادي " الصفرة" سخية 
كريمة..معطاة.

                                                                                                       



كان الفتى.. يلحظ السعادة والرضا- رغم كل الظروف- بادية تشع في عيون الناس، وعلى محياهم. كان يرى الدنيا...بسيطة..سعيدة. الكون في مخيلته الصغيرة، سماء!! ،وكأنها طبق يغطي الأرض وتنتهي حدود أطرافها حيث تتناهى رؤيته. -تحديدا: من "علب اجمل " شمالا، الي "علب العزلات"جنوبا-
.
والناس!!، البشرية! ،-كل البشرية- في هذا الكون الفسيح والمترامي اﻷطراف، خليط بشري كبيير من :إدكشم، ازماريك، تاكنيت، و لكور فقط.!! ونادرا ما يمر رجل يركب؛ "مجاري" على حمارين مقرونين يحملان علامة :" لما لليف" وهو بالتالي ﻻمحالة من أهل باريكلل.

..، كان يمتلك لوحا خشبيا يقرأ فيه،.. له أحزاب من القرآن يحفظها. كان يسترق السمع على الكبار..، لاحظ أنه ثمة شيئا هاما جدا عندهم، يتحدثون عنه بإطناب، ويصارعون للحصول عليه بإستماتة،،،إسمه "المدرسة" .. بل أحيانا..يوعز له بعضهم، ويوعده، سوف تدخل المدرسة ..ستكون..وستكون.

مرت سنة،..مرت سنتان..وثلاث، والحلم يكبر ويشغله، والشغف يملأءه..حتى تحقق الحلم .، فتحت المدرسة...لكن ..آه. لم تدم الفرحة طويلا، فالمدرسة "الحلم"هذه، عبارة عن قسم وحيد، لابد من حصحصته، ..فلكل حي، ولكل أسرة عدد محدد من الطلاب حتى يكون الأمر عادلا.
..كان - عديم الحظ- في أسرته من هو أكبر منه سنا، يعني أن الأسبقية له.!!
إذن لابد من الانتظار، الانتظار الي السنة المقبلة .

..ثلاث مائة وبضع وستون يوما، تمر..متثاقلة كالجبال تترنح في بطء شديد،،، أو لكأنها ساكنة، 
  تمر تلك السنة على الفتى، والشوق قد اتقدت ناره أكثر، وأكثر،..ألهبتها بشكل كبير هذه المرة: رؤية أولئك الطلاب وهم يتوافدون على ذلك الفصل- المهيب- يحملون حزما من أﻷعواد، وألأواح السود يكتبون عليها بشئ يسمى "الطبشور". وفي المساء وهم عائدون يترامون بها، يقذفونها في عنان االسماء، فتبدوا كالغربان وهي تسبح في الفضاء ترقب فريستها.

يرقبهم، ويرقبهم، وأخيييرا يتحول الحلم لحقيقة، ويجد نفسه ..في أجمل يوم...وهو في وسط المشهد،
..عالم مختلف تماما..كل شئ- في عينيه الصغيرتين- تبدل وتغير بالكامل ..هدوء مطبق...اصطفاف..نعال..نظام لم يعهده..كائن بشري نازل من عالم آخر يقال له " سيدي"

كل شئ جديد ..وحتى الاسم..تغير!!.. باﻷمس كان ينادى "أبيه" ، واليوم صار يدعى " ألبو".!! و"التركه" أضحوا "أوﻻد" و"بنات"..
...بات يحفظ وعن ظهر غيب ﻻئحة طويلة من اﻷسماء الجميلة.. الجديدة والعجيبة،..وكأنها قصائد عصامية مازالت محفورة في ذاكرته الي اليوم :
عظم النور، إنلل ول انلل، محمد السالك ول أمود، المعالية بنت أحمدو، فطمة بنت محم، تيكي، وول الحيمر،الصارة بنت المختار، محمد سالم ول يسلم، الكنتاوى ول بدين.......!!!  

                                                                                        
تصميم : الشيخ العالم

إشراف : المهندس الشيخ العالم

المدير الفنى المدونة بوحديدة الاك.

التعليقات

مدونة بوحديدة الأك مرأة نعكس من خلالها مختلف مناحى الحياة السياسية والثقافية والتنموية لسكانة هذه البلدية الجميلة بوحديدة فأهلا وسهلا بكل أرئكم وقتراحاتكم ,

جميع الحقوق محفوظة

مدونة بوحديده ألاك

2017