| -->
مدونة بوحديده ألاك مدونة بوحديده  ألاك
نجاح 230 تلميذا في كافة شعب البكالوريا بنواذيبو

آخر الأخبار

نجاح 230 تلميذا في كافة شعب البكالوريا بنواذيبو
جاري التحميل ...

من رموز المنطقة الشيخ والوالد تاج ولد سعيد



                                                                               الشيخ والوالد تاج ولد سعيد


الشيخ: تاجُ ول سعيد



...العلماء والعظماء لايموتون بل تبقى علومهم ومكتباتهم وبصماتهم الناصعة وفِعالهم الخالدة مطبوعة على جبين الزمان رغم أنف السُّنون وماسِحات الأيام والليالي متَحدّين جبروت النسيان ،يسيل ذكرهم زلالاً على ألسنة الرواة ؛ومداداً مهراقا بين دفات معاجم ومجلدات التاريخ .
واليوم تزدان صفحات مدونتنا المباركة بهذه السطور التي تحاول _ وعلى استحياء _ تسطير كلمات عن رمز كبير وشخصية عامة وقامة علمية سامقة ، ذاع صيتها وعمّ عطاؤها وفاض نوالها ، شخصية جمعت الفضائل من مجامعها والخصال الحميدة  من أطرافها ، شخصية شمولية  جمعت العلم والورع والشجاعة والحكمة والقيادة والريادة ، إنه بإختصار الشيخ والوالد تاجو ول سعيد.

* أولا: النشأة والتعليم:

هو تاجُ ول سيدمحمد ول سعيد وُلِدَ  رحمه الله تعالى سنة1905للميلاد في بيت عز وشرف ، بدت أمارات النبوغ وعلامات التميّز بادية عليه وهو في رَيَعانه وفي بدايات شبابه ، أحب العلم وأهله ونذر حيّزا كبيرا من حياته لجمعه وتحصيله ؛جاب  في سبيل ذلك العديد من المحاظر المعروفة وتتلمذ على الكثير من العلماء الأجلاء في زمانه من أبرزهم الشيخ الفاروق الحجاجي والشيخ محمدلمين ابن الشيخ محمد والعلامة محمد بن بديدي الأبييري رحمهم الله جميعا. نهل من علومهم فكان فقيها عارفاً شغوفا بالكتب لا يكاد يُرى _حتى وهو في شيخوخته_ إلاّ بين أحضان مكتبته منغمسا في قراءاته ومطالعاته.

* ثانيا: رحلة الحج:

أثناء فترة الحج
أصحاب النفوس الكبيرة والهمم العالية تشْرئِب نفوسهم دوماً للمعالي والغايات الرفيعة وأيُّ غاية أرفع وأسمى من أداء خامس أركان الإسلام والتعبد والإستمتاع بالنظر إلي تلك البقاع الطاهرة وزيارة واشتمام عبق الحبيب صلى الله عليه وسلم وطيْبته الطيّبة .
بدأ شيخنا رحمه الله رحلة حجه على الطريقة الشنقيطية المعهودة فامتطى راحلته مُيمِماً ربّه وبيته في رحلة العمر ، إلتقى خلالها الكثير من الحجاج والعلماء الشناقطة والمشارقة وجاب العديد من البلدان التي كان من أهمها دولة السودان التي أقام بها ردحا من الزمان وربطته علاقات ووشائج ومصاهرة مع واليها فكان إمام مسجده بالخرطوم ومنحه الجنسية السودانية بتاريخ 23/3/1953 ومن بعدها الي البلاد المقدسة ليعود بعد أداء الفريضة في رحلة بحرية طويلة أوصلته إلي داكار ومنها إلي بلده ومرتع صباه سالما غانما .



* ثالثا: الحياة السياسية والإجتماعية:

إلي جانب شخصيته الدينية والعلمية كان تاجو رحمه الله قائدا كبيرا وشيخا جليلا يحسب له ألف حساب تربطه أواصر  وعلاقات واسعة بجميع امراء ومشايخ وقيادات الوطن وخصوصا على مستوى منطقتي لبراكنة واترارزة.
كان رحمه الله قوي العقيدة بالغ الحجة رابط الجأش، شجاعاً حكيماً باذلاً وقته وطاقته وماله في خدمة أهله ومجتمعه ، مناصباً العداء لكل مستبدٍ وظالم مهما كانت قوته وتسلطه أو استقواءه بالقوة الأجنبية ، خاض في ذلك الكثير من المعارك السياسية والقانونيةفي بتلميت وعلى مستوى سينلوي " أندر".
كما شارك  رحمه الله في إنشاء الكثير من المشاريع الإجتماعية والخيرية كبناء السدود وحفر الآبار ونقاط المياه مثل أزويرات ، الواد الغارگ وغيرهم....
أسس واحة نخيل كبيرة في شگار تمارس تحتها العديد من الأنشطة الزراعية الصغيرة وفيها الكثير من المنافع للناس ، وتُعدُّ هذه الواحة الآن هي أكبر واحة في ولاية لبراكنة حيث تشمل أكثر من (300 حفرة )  وقد وهب رحمه الله غلّتها للفقراء وليس للورثة سوى الإشراف عليها وصيانتها .

* رابعا: وفاته:

كان يوم الثالث من سبتمبر سنة 2008 آخر صفحة تُطْوى على أكثر من مائة وبضع سنين من البذل والعطاء ،حيث رحل عن دنيانا الفانية هذه رجل عظيم وشيخ كبير وقائد فذ ، لم يوّرث مالاً كثيرا وإنما ورّث علماً زاخرا ومكتبة غنية ومخطوطات ثمينة ووثائق ومراسلات نادرة ، ورّث سمعة طيبة وصِيتاً عمَّ الآفاق ،رجل بكته المنابر والمحارب وصيام الهواجر .
وتداعت على عزائه مآت الشخصيات والقادة والمقدمين من جميع أنحاء الوطن . رحمه الله تعالى رحمة واسعة وبارك في خلفه وذريته وجزاه عن مجتمعه وعن المسلمين جميعا خير الجزاء
نموذج من بعض المخطوطات
جانب من المكتبة
نموذج من الوثائق المهمة







تصميم : الشيخ العالم

إشراف : المهندس الشيخ العالم

المدير الفنى المدونة بوحديدة الاك.

التعليقات

مدونة بوحديدة الأك مرأة نعكس من خلالها مختلف مناحى الحياة السياسية والثقافية والتنموية لسكانة هذه البلدية الجميلة بوحديدة فأهلا وسهلا بكل أرئكم وقتراحاتكم ,

جميع الحقوق محفوظة

مدونة بوحديده ألاك

2017