 |
| القمامة تملأ أحد الأقسام والطاولات المكسرة |
 |
| اللوائح بالأرقام بالقلم |
اعتبر سكان بلدية بوحديدة إنشاء إعدادية في مدينتهم إنجازا عظيما وعناية خاصة من لدن الدولة تستحق الكثير من الإشادة والتنويه والعرفان. وذلك بعدما عانوا ولسنين عديدة من معضلات التسرب المدرسي الناجم عن العجز الإقتصادي والاجتماعي للساكنة حيال الطلبة في المراحل الدراسية الثانوية والبنات منهن بشكل خاص.
هذه المؤسسة تضخمت واتسعت بشكل واضح وجليّ في السنوات الأخيرة حيث تضاعفت الأقسام الدراسية واكتظت واجتازت المرحلة الإعدادية لتزيد بشارة الناس بافتتاح قسمين من المستوى الثانوي .
ومع حلول السنة الدراسية الجارية وبينما المؤسسة تتوق لإفتتاح القسم الثانوي النهائي (السنة السابعة) وبإستلام مديرها الجديد لمهامه عِوضا عن سلفه المدير "المؤسس" بدأت الصورة تفقد ألَقَها شيئا فشيئا وأخذت المسرحية تتكشف لتنجلي في النهاية عن وضعية كارثية بكل المقاييس :
_مؤسسة متهالكة من الناحية الشكلية ، ساحة ملوثة وأقسام مُغبرة وطاولات محطمة فضلا عن جيل كامل تائه وفي وضعية مزرية ، مئات الطلاب يدرسون لسنوات دون أن تكون لهم أية علاقة قانونية بمؤسستهم بفعل الأرقام الوطنية المزورة التي دأب القائمون على الشأن هناك على الإتجار بها ؛ ناهيك عن المستوى التعليمي المخجل ، اساتذة يعملون دون خمس ساعات الدوام الرسمي .
_خدعة الثانوية بلا أساس مجرد قسمين شكليين تابعين لثانوية ألاگ، أما مؤسستنا فلم تبرح قط مستواها الإعدادي .
_187 طالبا حتى الآن تم طردهم خارج ألأسوار نتيجة لعدم امتلاكهم لأرقام وطنية صحيحة ...
..وضعية كارثية حقيقية سوف تكون لها انعكاساتها الحتمية على جميع المستويات الثقافية والإجتماعية ...مما يترك المجال فسيحا للتساؤل عن مستقبل جيل بأكمله وهل ثَمة أمل في انتشاله وتدارك وضعيته؟ وماهو حجم المسؤولية الملقات على كاهل الضالعين في هذه الممارسات الشنيعة ؟ ومن سيتابع ذلك؟ وهل من حساب ،أم أن الحساب سيبقى إلي يوم الدين؟.
