![]() |
الب ولد أمود |
التغيير البناء مشروع جذري جريئ , ونمط فكر سياسي جديد تبناه رئيس الجمهورية السيد محمد ول عبد العزيزإبان حملته الرئاسية وفازبأغلبية شعبية . هذا المشروع يتضمن في جوهره بناء موريتانيا جديدة متصالحة مع ذاتها , ضاربة عرض الحائط بكل الممارسات الراديكالية المعروفة أخلاقيا كالزبونية , والرشوة, والفساد, والإقصاء .
أما من الناحية السياسية فيهدف إلى تجديد شامل للطبقة السياسية وضخ دماء جديدة في معينها , خاصة من الفئات التي اعتادت الإقصاء والتهميش مثل الشباب والنساء .
هذا المشروع الجريئ ـ كما وصفته ـ لامس صدى في نفوس تلك الفئات ـالشباب خاصة ـ فتلقفوه بشغف , وتوسموا فيه خلاصا وكسرا لقيود وأغلال طالما أوثقهم بها ديناصورات القبيلة والجهة والطريقة .
إلا أن المشروع ظل لسنوات مجرد مشروع نظري واعد , وحلم شبابي جميل يحتاج إلى تجربة واقعية تنضجه , ومحك سياسي يوضع عليه .
...مر الوقت وأزفت ساعة الصفر وذلك بتحديد اللجنة المستقلة للإنتخابات للجدول الزمني لأول استحقاق انتخابي بلدي وتشريعي , لتظهر الساحة السياسية من جديد وكأن شيئا لم يكن ..: المعادلات نفسها , التحالفات , الشخوص أعينهم , القبائل , الوجهاء , الأطر ...الكل يحس هذه المرة بالخطر ويعود بشكل أخطر مكشرا عن أنيابه مبرزا مخالبه ويدني منه جيبه .
أما الإتحاد من أجل الجمهورية ـ المنفذ الفعلي لمشروع التغيير البناء ـ الذي تتطلع إليه أعين وقلوب آلاف الشباب الطامح لموريتانيا أفضل فيبدو ـ أي الإتحاد من أجل الجمهورية ـ في وضع لايحسد عليه :
مناخ سياسي معتم ومربك , تتضخم فيه الولاءات المصلحية المصطنعة ,وتتقزم فيه الكفاءات لحد المجهرية
.
مناخ سياسي وجد فيه الحزب نفسه مرهون مابين مطرقة العمل المستميت لكسب رهان المرحلة , ومابين سندان البحث الجاد عن الأصلح والأنسب , يبدو ذلك جليا من خلال البعثات الحزبية المتلاحقة التي تجوب بين الفينة والأخرى ربوع الوطن من دون حسم للنتيجة غالبا .
وأخيرا يبقى السؤال الكبيرهنا مطروحا : هل سينجح الإتحاد من أجل الجمهورية في فك طلاسم المشهد , وكشف حجب الزيف والوصول ألى الحقيقة التي تجسد مشروعه وشعاره الفاتن ؟ أم أنه ـ لاقدر الله ـ سينصاع ويستسلم لغطرسة القبيلة ,وإكراهات الأطر والساسة وعنهجية المال السياسي على حساب مشروع رئيسه ؟؟؟.