...يمكن اعتبار الانترنت من أهم الفتوحات العلمية والانسانية في هذا العصر الحديث، إلا أنه وكما هو حال كل الاكتشافات العلمية، سلاح ذو حدين، من خلاله يمكن جلب الكثير من المنافع والمصالح، وبه- وفي نفس الوقت والقوة والخطورة يمكن تدمير كل شيئ.
وبتعدد هذه الوسائط التواصلية وتنوعها وتناهيها في الدقة والسرعة وجودة الخدمات، يزداد مرتادوها- وخصوصا من فئةالشباب- يزدادون ارتباكا وانشغالا وحيرة، إلي أن يجد أحدهم نفسه يوما يسبح في متاهة ﻻمتناهية وعالم عنكبوتي افتراضي مذهل، تنمحي فيه كل الحدود الجغرافية، وتذوب الفوارق العمرية والثقافية والاجتماعية .
ومع الوقت بدأ الكثير من الشباب- المتنور خصوصا- يفتش عن وضعية مناسبة يمكن من خلالها تحقيق أكبر استفادة ممكنة من خلال العمل على الجوانب الاجابية لتلك الوسائل، والابتعاد قدر المستطاع عن تلك الجوانب الفاسدة والهدامة.
وكغيره من نظراءه في الوطن بدأ شباب بوحديدة منذ فترة بصنع المبادرات والعمل على التلاقي والتواصل من خلال العديد من الصفحات والمجموعات التواصلية سواء على مستوى الواتساب أو على الفيس بوك .
ومن خلال المتابعة فقد ساهمت هذه المجموعات في إثارة ونقاش الكثير من المواضيع الهامة جدا وساعدت كذلك بشكل واضح وجيد في التعارف البيني والتلاقح الفكري بين مختلف المكونات والفئات الشبابية.
بيد أن المتتبع لهذا الحراك الالكتروني يلحظ بجلاء قدرا كبيرا من الفوضوية يطبعه، حيث تتعدد المجموعات وتتنوع الأشكال والتسميات والهدف واحد. الشيئ الذي يؤدي ﻻمحالة إلي تشتيت في الجهود وبعثرة في الرؤى والحلول، ناهيك عن الافراط الزائد في الافتراضية والتسامي بعيدا عن الواقعية والنزول للأرض . مما يصل بالبعض لوصفها بالعجز التام- حتى الآن- عن تقديم أي شيء عملي يمكن أن يحسب كثمرة ميدانية لهذه الجهود المعتبرة.
وبنظري المتواضع- والحال هذه- لابد للشباب من وقفة للمراجعة وتنظيم الجهد ولملمة الفكر وتوحيده، وتوجيهه صوب الوجهة التي يمكن من خلالها أن يلامس يوما ما أرضية الواقع الذي هو الهدف والمبتغى الأصلي وذالك من خلال خطوة ولو وحيدة تتم دراستها ونقاشها ومتابعتها حتى التنفيذ والتأسيس عليها الانطلاقة منها.
